الخميس، 2 أبريل 2015

قمة المحبة والوفاء والعفو


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


Résultat de recherche d'images pour "‫قمة المحبة والوفاء والعفو‬‎"
(ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) 
(آل عمران : 104) 
جيل لن يتكرر
أتى شابان إلى الخليفة عمر بن 
الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلا من البادية فأوقفوه 
أمامه
قال عمر : ما هذا
قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل 
أبانا
قال : أباهم أقتلت قال :؟ قتلته نعم 
قال : قتلته 
كيف؟
قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، ينزجر فلم ، فأرسلت حجرا عليه ، 
وقع على رأسه فمات...
قال عمر : القصاص.... الإعدام.. قرار لم يكتب... وحكم 
سديد لا
يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة الرجل هذا ، هل هو من شريفة 
قبيلة؟ هل هو من أسرة قوية؟ ما مركزه في المجتمع؟ كل هذا لا يهم عمر -- رضي الله 
عنه -- لأنه لا يحابي أحدا في دين الله ، ولا يجامل أحدا على حساب شرع الله ، ولو 
كان القاتل ابنه ، لاقتص منه..
قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي 
قامت به السماوات والأرض أن تتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي البادية في ، 
فأخبرهم بأنك تقتلني سوف ، ثم إليك أعود ، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم 
أنا
قال عمر : من يكفلك
أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود 
إلي؟
فسكت الناس جميعا ، إنهم لا اسمه يعرفون ، خيمته ولا ، ولا داره ولا 
قبيلته منزله ولا ، يكفلونه فكيف ، وهي كفالة ليست على دنانير عشرة ، ولا أرض على ، 
ولا ناقة على ، إنها كفالة على الرقبة أن بالسيف تقطع..

ومن يعترض على عمر 
في تطبيق شرع الله؟ ومن يشفع عنده؟ ومن يمكن أن يفكر في وساطة لديه؟ فسكت الصحابة ،
متأثر وعمر ، لأنه وقع حيرة في ، هل يقدم فيقتل الرجل هذا ، وأطفاله يموتون جوعا 
هناك أو يتركه فيذهب كفالة بلا ، فيضيع المقتول دم ، الناس وسكت ، ونكس رأسه عمر ، 
والتفت إلى الشابين : عنه أتعفوان؟
قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يقتل 
يا أمير المؤمنين..
قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس؟!
فقام أبو ذر 
الغفاري بشيبته
وزهده ، وصدقه ، وقال : يا أمير المؤمنين ، أنا 
أكفله
قال عمر : قتل هو ، قال : ولو قاتلا كان!
قال : 
أتعرفه؟
قال : ما أعرفه ، قال : كيف تكفله؟
قال : رأيت فيه سمات 
المؤمنين ، فعلمت أنه يكذب لا ، وسيأتي إن شاء الله
قال عمر : يا ذر أبا ، 
أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!
قال : الله المستعان يا 
أمير
المؤمنين...
فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ليال ثلاث ، يهيئ نفسه 
فيها ، ويودع وأهله أطفاله ، وينظر في بعده أمرهم ، يأتي ثم ، ليقتص منه لأنه 
قتل....
وبعد ثلاث ليال لم ينس عمر الموعد ، يعد عدا الأيام ، وفي العصر 
نادى في المدينة : جامعة الصلاة ، الشابان فجاء ، الناس واجتمع ، وأتى أبو ذر وجلس 
عمر أمام ، قال عمر : الرجل أين؟ قال : ما أدري يا المؤمنين أمير!
وتلفت أبو 
ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على عادتها غير ، وسكت واجمين الصحابة ، عليهم من 
التأثر مالا يعلمه الله إلا.
صحيح أن أبا ذر يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له 
من جسمه إذا أراد لكن شريعة هذه ، لكن منهج هذا ، لكن هذه ربانية أحكام ، لا يلعب 
بها اللاعبون ولا تدخل في الأدراج صلاحيتها لتناقش ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف 
وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان... 
وقبل الغروب بلحظات ، وإذا 
يأتي بالرجل ، عمر فكبر ، وكبر المسلمون معه
فقال عمر : أيها الرجل أما إنك 
لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك!
قال : يا أمير المؤمنين ، 
والله ما علي منك ولكن علي من الذي يعلم السر وأخفى! ها أنا يا أمير المؤمنين ، 
تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ، وجئت لأقتل..
وخشيت أن 
يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس
فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا 
ضمنته؟؟
فقال أبو ذر :
خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من 
الناس
فوقف عمر وقال للشابين : تريان ماذا؟
قالا وهما يبكيان : عفونا 
عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..
وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من 
الناس!
قال عمر : أكبر الله ، ودموعه تسيل لحيته على..... جزاكما الله خيرا 
أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيرا يا أبا ذر يوم فرجت عن هذا كربته الرجل 
، وجزاك الله خيرا أيها الرجل لصدقك ووفائك... وجزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين 
لعدلك و رحمتك....
قال أحد المحدثين :
والذي نفسي بيده ، لقد دفنت 
سعادة الإيمان والإسلام في أكفان عمر!

لا تنسوا
التقييم من فضلكم


حسابنا على موقع تسو: من هــنــا

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة @ 2013 دين الإسلام.